أراجيح يتامى

.

المقاله تحت باب  نصوص شعرية
في 
13/08/2007 06:00 AM
GMT



الليل بحر توجّسٍ أمواجه ُ أحزان ُ

والشك ُّصارَ كجلدنا وهزالنا عنوانُ

هي ريبةٌ ملكت زمام قلوبنا

ماحطَّ في نبضاتنا اطمئنان

وعيوننا غرقت ببحر تأسّف ٍ

عَبَرَ الوجوه َ وماؤهُ خذلان ُ

السقف ُ لا سقفٌ وليس تضمّنا

إذ غاب َ صدرُكَ والدي جدران ُ

وتهاوَت الأشياءُ إنّي لا أرى

إلا الخواء يحيطني وهوانُ

تلك َ اشتهاءاتي وتلك َ طفولتي

هذي الحروب ُ وها أنا قربانُ

وتذوب أمّي شمعةً ببصيصها

نرعى الحياة ودربنا ذؤبان ُ

أضغاثُ أنثى في جفون سنينها

سهر الشقاءُ وعشعشَ الفقدان ُ

أكوامُ آهات ٍ بجسمٍ ناحلٍ

يجثو على أطلالها الحرمانُ

مرّت مباهجها الشحيحةُ طلقةً

بسماءِ همٍّ عرضها أكوان ُ

أحلامها كحمامتين تغنّتا

في هدئة ٍ فاستيقظت غربان ُ

وكحبّة ٍ من سكّر ٍ أفراحها

ذابت وكأس ُ مرارها ملآن ُ

قلبي صراخٌ يا سماءُ أما أتى

لخلاص هذه الكائنات أوان ُ

أنا هامشيٌّ .. مستباح ٌ ..متعبٌ

أنا فرط ُ نقصٍ والتمام حنان ُ

أنا لست ُ في الأحياءِ بل أنا عكسهم

فأنا سرابٌ شابَهُ إنسان ُ

عقب ُ السكارة ِ فاقني هو يشتهى

وأنا رماد ٌ عابرٌ ودخان ُ

أنا علكة ٌ لصقت بكعب حذاءه ِ

خطو السعادة ِ إنني غثيانُ

وأنا الترنّحُ والطريق ُ ملغّمٌ

والكأسُ عمري والعراق دنان ُ

أرجوحتي وجعي وصمتي غصّةٌ

صوتي شظايا والدموع ُ لسانُ

الناسّ لفظٌ فيه معنى ما أنا

ماذا أعرّفني أنا الهذيانُ